السيد الرئيس
أيها السيدات والسادة
اسمحوا لي أولاً أن أتوجه إلى السيد رئيس الكنيست بالشكر الخاص، لإتاحته هذه الفرصة، لكي أتحدث إليكم. وحين أبدأ حديثي أقول:
السلام عليكم ورحمة الله، والسلام لنا جميعاً، بإذن الله.
السلام لنا جميعاً، على الأرض العربية وفي إسرائيل، وفي كل مكان من أرض هذا العالم الكبير، المعقّد بصراعاته الدامية، المضطرب بتناقضاته الحادّة، المهدّد بين الحين والحين بالحروب المدمرة، تلك التي يصنعها الإنسان، ليقضي بها على أخيه الإنسان. وفي النهاية، وبين أنقاض ما بنَى الإنسان، وبين أشلاء الضحايا من بنِي الإنسان، فلا غالب ولا مغلوب، بل إن المغلوب الحقيقي دائماً هو الإنسان، أرقى ما خلقه الله. الإنسان الذي خلقه الله، كما يقول غاندي، قدّيس السلام ، "لكي يسعى على قدَميه، يبني الحياة، ويعبد الله".
وقد جئت إليكم اليوم على قدمَيْن ثابتتَيْن، لكي نبني حياة جديدة، لكي نقِيم السلام . وكلنا على هذه الأرض، أرض الله، كلنا، مسلمين ومسيحيين ويهود، نعبد الله، ولا نشرك به أحداً. وتعاليم الله ووصاياه، هي حب وصدق وطهارة وسلام .
وإنني ألتمس العذر لكل من استقبل قراري، عندما أعلنته للعالم كله أمام مجلس الشعب المصري، بالدهشة، بل الذهول. بل إن البعض، قد صورت له المفاجأة العنيفة، أن قراري ليس أكثر من مناورة كلامية للاستهلاك أمام الرأي العام العالمي، بل وصفه بعض آخر بأنه تكتيك سياسي، لكي أخفي به نواياي في شنّ حرب جديدة.
ولا أخفي عليكم أن أحد مساعديَّ في مكتب رئيس الجمهورية، اتصل بي في ساعة متأخرة من الليل، بعد عودتي إلى بيتي من مجلس الشعب، ليسألني، في قلق: وماذا تفعل، يا سيادة الرئيس، لو وجّهت إليك إسرائيل الدعوة فعلاً؟ فأجبته، بكل هدوء: سأقْبلها على الفور.
الجمعة أغسطس 15, 2008 1:33 pm من طرف ابوالمخاتير