بعد لحظات من إعلان إخفاقه في الانتخابات البرلمانية عام ٢٠٠٥ جلس البدري فرغلي، نائب بورسعيد الأشهر، علي مقهي «سمارة»، وبدأ يردد أنه لم يخسر سوي «كرسي خشب» داخل قاعة مجلس الشعب، وتعهد بمواصلة دوره النضالي والمدافع عن الفقراء والغلابة.
وفي منتصف العام الماضي، خرج البدري فرغلي إلي المعاش كعامل بشركة بورسعيد لتداول الحاويات، بعد حوالي ٥٠ عاماً من العمل داخل الشركة التي وصل فيها لرئاسة اللجنة النقابية، وفاز بعضوية مجلس الإدارة لأكثر من دورة.
بعد السقوط في الانتخابات والخروج إلي المعاش اعتقد الكثيرون أن الوقت قد حان ليترجل الفارس، بعد أن خسر أدوات نشاطه السياسي.
وكأنما ولد ليعارض، ابتكر البدري خط إنتاج سياسي جديداً، ومن موقعه باعتباره «صاحب معاش» قرر تأسيس اتحاد أصحاب المعاشات، وبمجرد الإعلان عن هذه الفكرة تلقي خلال أسابيع قليلة ما يزيد علي ١٠ آلاف توكيل من أصحاب المعاشات من بينهم وكلاء وزارات سابقون،
وأصحاب مراكز حكومية مرموقة «سابقاً» لينصبوه منسقاً عاماً، ومتحدثاً رسمياً باسم الاتحاد الوليد، وتفويضه لاتخاذ جميع إجراءات التأسيس، ويعقد المؤتمر التأسيسي للاتحاد مساء الأربعاء المقبل في مقر حزب التجمع.
يقول البدري فرغلي لـ«المصري اليوم» إن فكرة هذا الاتحاد تلاحقه منذ كان عضواً في البرلمان بعد أن عرف كارثة استيلاء الدولة علي أكثر من ٣٣٥ مليار جنيه من أموال أصحاب المعاشات في مشروعات فاشلة مثل «توشكي»، «وفوسفات أبوطرطور»،
وشرق التفريعة، إضافة إلي مديونية الحكومة لصندوقي التأمينات، التي تقدر بحوالي ١٩٨ مليار جنيه، وفقاً لتقارير البنك المركزي، والله وحده يعلم متي سيتم سداد هذا الدين