يسري فوده: كانت الساعة قد تعدت منتصف الليل عندما غنت فايزة أحمد (بحبك يا مصر) وصادر أمن الدولة شرائطنا وأفرجت عنا مباحث أجا في أعماق ريف مصر بعد 13ساعة من الاحتجاز، رقم قياسي.. لم نشرف به من قبل، في طريق عودتنا إلى القاهرة.. لم تكن معنا صور تؤكد ما أكده لنا أهالي قرية صغيرة تُدعى (نَوسَا الغيط) من أن مئات من شبابها يساهم بشكل مباشر في بناء الاقتصاد الإسرائيلي وبعضهم يتزوج من بنات إسرائيل.
على سنة الله ورسوله.. أم على بروتوكولات حكماء صهيون.. على الذي خلط نيل القاهرة وبحر الاسكندرية بمياه تل أبيب.. على هؤلاء الذين وضعوا كبراءهم بين نارين، نار الأمن القومي ونار حقوق الإنسان.
قناة (الجزيرة) تدعوكم إلى عقد قران سمراء من قوم موسى وتطرح على المدعوين هذا التساؤل لماذا.. إذا كان شرع الله وشرع القانون وشرع السادة جميعاً على رأس قائمة المدعوين.. يدعون آخرون إلى تمزيق جواز سفر مصري.. عانق جواز سفر إسرائيلي على سنة الله ورسوله.. وكيف إذا قضت السلطة القضائية لصالحه؟ تتكئ السلطة التنفيذية في مقعدها ولا تقوم بالتنفيذ؟.. خونة هؤلاء من المصريين الذين تزوجوا بإسرائيليات أم أن الأمر أعقد قليلاً من ذلك؟
مجدي نظمي (تحمل زوجته جواز سفر إسرائيلياً): مجدي نظمي، صاحب شركة، يعمل في السوق من زمان.. من أكثر من 25سنة.. 30 سنة تقريباً متزوج من (برناديت فرحات) فلسطينية الأصل من عرب 48، معاها باسبور إسرائيلي زيها زي أي واحدة من عرب 48 اللي أُجبروا على حمل الباسبور الإسرائيلي، تم الزواج في الكنيسة.. طبعاً من عندي هنا كان فيه برضو ناس مسافرين ومن هناك العيلة كلهم والأصدقاء والعيلة كبيرة هناك.. كان في الكنيسة وبعديها عملنا حفلة كبيرة وحضروها ناس كثيرة جداً، وقعدنا فترة بعديها هناك حوالي شهر وشوية، قمنا بقى بالإجراءات الرسمية زي ما قلت قبل كده اللي هي تسجيل في السفارة المصرية ووزارة الأديان ووزارة الخارجية ورجعنا مصر هنا.
يسري فوده: كان فيه أي مشاكل في تسجيل الزواج في السفارة المصرية.
مجدي نظمي: نهائي.. نهائي.. مفيش أي مشاكل، وفعلاً بدلت عقد الجواز الأجنبي بعقد جواز مصري، خدت عقد الجواز ورحت الجوازات علشان أحصل لها على إقامة برضو زيها زي أي زوجة أجنبية متزوجة من مصري، لكن فوجئت إن الزوجة الأجنبية بتحصل على إقامة ثم جنسية ماعدا من تحمل جواز سفر إسرائيلي ولو حتى من عرب 48، هنا في مصر قالوا لي لأ لازم تأخذ إقامة مؤقتة تجدد كل 6 شهور، قبل التقديم بحوالي.. أو قبل انتهاء الإقامة بـ10.. 15 يوم بقدم وبأروح بعد كده إلى المجمع، بلاقي الإقامة وصلت، وبتجدد كل 6 شهور وتتحط على باسبورها، لغاية 98، شهر 10/98.. فوجئت إن هم رافضين إنهم يجددوا إقامتها!
يسري فوده: ليه؟
مجدي نظمي: من غير سبب..
يسري فوده: سألت؟
مجدي نظمي: سألت.. قالوا لي مفيش أسباب.
يسري فوده: مين قال لك؟
مجدي نظمي: الجوازات، سألت مرة ثانية مفيش، قدمت التماس للجوازات لرفعها لجهات الرفض، ما أعرفهاش أيه هي طبعاً، لأن دي بتبقى جاية عن طريق الجوازات، لقيت الالتماس اللي بعته أترفض برضو وجه رفض بتجديد الإقامة.
صوت/ برناديت فرحات (زوجة مجدي نظمي): مصر عملت بيا بالضبط زي إسرائيل ما عملت في أهالينا سنة 48، خرجوهم من بلدهم لمدة 48 ساعة وهيرجعوا على بلدهم، بعديها يعني لمدة 48 ساعة، 48 ساعة انهارده بقالهم 52 سنة بره بلدهم، ومصر عملت فيَّ كده، أنتِ تخرجي ترجعي بتأشيرة دخول ولغاية النهارده مرجعتش فمصر مش مفرقة بين عربي وبين يهودي برضو
مجدي نظمي: بعت التماس ثالث، كان رد الالتماس الثالث بقى جامد شوية.
يسري فوده: إزاي؟
مجدي نظمي: فوجئت إن مباحث الجوازات جية لي على البيت.. أنت قدمت التماس.. آه.. طب اتفضل معانا المجمع شوية علشان موضوع الإقامة.. طب أيه.. قالك لأ إحنا عايزينك أنت والمدام والباسبور بتاعها علشان نشوف موضوع الإقامة دي، والشكوى اللي أنت مقدمها، ماشي حاضر.. نزلنا على المجمع فوجئت إن هناك بيبلغني في المجمع أن مراتي لازم تترحل فوراً، أيه السبب، قال لك: بدون إبداء أسباب، كده من غير أي حاجة، قال لك هو كده.. جاية الأوامر إنها تترحل، حفاظاً على كرامتها تروح تجيب لها تذكرة بسرعة وترجع عشان نسفرها، بدل ما نخش في مشاكل يعني.
برناديت فرحات: معييش.. معييش أي حاجة.. معييش بلوزة ألبسها علي ثاني.. وقتها كان برد.. معييش أي حاجة.. فطبعاً وصلت مطار إسرائيل.. أغمى علي.. نزيف حاد جداً.. إنهيار.. إنهيار عصبي حاد جداً.. نهايته إني خسرت البيبي من بعد 3 سنين ونصف.
[فاصل إعلاني]
يسري فوده: الطريق إلى الشمال.. يلقي بك في نهاية المطاف إلى بحر يربط الإسكندرية بتل أبيب، حقائق الجغرافيا تفرض حتميتها، فيما تتوارى يوماً بعد يوم حقائق التاريخ، تلتقط الخيط صحف القاهرة وتحاصر المواطن المصري بنوعين من النشاط الإعلامي..
محمود عوض (نائب رئيس تحرير أخبار اليوم): نوع يهتف ضد إسرائيل، ونوع يهتف يقول لك أيه.. لأ خلاص بقى تعبنا بقى وبتاع.. وخلينا ولاد النهارده.. وما لها إسرائيل يعني.. ما هم ولاد تسعة زينا.. فأصبح تايه بين الاثنين، ضاع في النص أيه؟ أن تتكلم معه عن إسرائيل كإسرائيل.. كوقائع.. إنه حتى الآن مفيش دولة اسمها إسرائيل.. مفيش وضع طبيعي اسمه إسرائيل.. إسرائيل حتى الآن ترفض أن تحدد حدودها إلا في الحالة المصرية.. مازال حدودها مفتوحة.. مطلقة.. فأنت بتعترف بشيء.. بخار اسمه إسرائيل.. اعترفت بشيء من قبل الشيء نفسه ما يحدد ملامحه.. أول حاجة بتتكون منها الدولة أيه؟ أرض محددة.. وهو لسه مش عايز يحدد أرض.. شعب محدد.. بيقول لك: لأ أنا مش شعبي هم اللي جوه إسرائيل دول.. أنا شعبي هو جميع يهود العالم.. فاعتبر نفسه هو الوصي على مصير يهود العالم أيَّاً كانت الجنسيات التي يشغلوها.. والسيادة.. العنصر الثالث في بناء الدولة.. طب سيادتك فين؟
يسري فوده: كنا في زيارة مفاجئة لشخصية جدلية رفضت أمه أن تستقبلنا في منزلها، الذي أوى إليه وزوجته بعد عودته من إسرائيل، ذكرني هذا بذلك الذي قتل أمه بعد اعتراضها على زواجه بإسرائيلية، هو أيضاً من الاسكندري
السبت مارس 22, 2008 11:48 am من طرف ابوالمخاتير