ابوالمخاتير الكنج
عدد الرسائل : 259 العمر : 56 العضو المتميز : رقم العضوية : 2 تاريخ التسجيل : 18/03/2008
بطاقة الشخصية الاسم/: أشرف مختار تاريخ الميلاد: 26/4/1968 الدولة: مصر
| | نبي ضرائب | |
قبل أن أكتب عن هذا الموضوع الذي بدأ يشغل بال الكثيرين كان لابد لي أن أبحث عن تعريف علمي للضرائب ، وبناء على الموسوعة الحرة «الويكيبيديا» فإن « الضريبة هي مبلغ مالي تتقاضاه الدولة من الأشخاص والمؤسسات بهدف تمويل نفقات الدولة أي بهدف تمويل القطاعات التي تصرف عليها الدولة كالتعليم متمثلاً في المدارس ورواتب المدرسين والوزارات ورواتب عمالها وصولاً إلى عمال النظافة الحكومية والسياسات الاقتصادية كدعم السلع وقطاعات معينة أو الصرف على البنية التحتية ، وفي الأنظمة الديموقراطية يتم تحديد قيمة الضريبة بقوانين يتم المصادقة عليها من ممثلي الشعب» ، إلى هنا ينتهي تعريف الضريبة ولتكتمل الصورة فهناك أنواع عديدة من الضريبة منها الضريبة على الدخل والضريبة على القيمة المضافة والضريبة على الثروة والضريبة على المستوردات ، وغيرها من الأنواع الأخرى ، وقد لاحظنا في الآونة الأخيرة أن هناك بعض الاقتصاديين في الدولة يرون أن فرض الضريبة على المواطنين والشركات أصبح أمراً لابد منه لما سيعود به من منفعة على الاقتصاد الوطني لأنه سيساهم في تنويع النشاط الاقتصادي ويرفع من د((.....)) الأفراد وينعش الحالة الاقتصادية للدولة ، وما نعرفه أن أغلبية الدول التي تفرض النظام الضريبي هي دول ذات نظام رأسمالي أو اشتراكي ، كما أن هناك بعض الدول المتقدمة وهي غالباً دول صناعية يتميز أفرادها بارتفاع الدخل مثل اليابان على اتباع نظام ضرائبي ، وقد نجحت هذه الدول إلى حد ما في الوصول إلى أهدافها من فرض الضريبة بأنواعها واختلاف نسبها ، ولكن هل سنحقق نحن ذات النجاح إذا فرضت الحكومة الضرائب ، واقعياً نحن لسنا دولة اشتراكية ولا رأسمالية ولا متقدمة ولا حتى متخلفة بل نحن دولة نامية ذات نظام ديموقراطي نعتمد في الأساس على النفط كمصدر رئيسي وربما وحيد كدخل للدولة ومن عوائده تصرف الدولة على كافة احتياجاتها وتوفر منه مدخراتها وتمول منه قطاعاتها وقد يأتي اليوم الذي ينقطع فيه النفط أو يقل الإقبال عليه وهذه المرحلة أصبحت قريبة جداً في ظل بحث الكثير من الدول على مصادر بديلة أقل تكلفة وتؤدي نفس الغرض وحينها ستصبح الدولة في مأزق اقتصادي كبير مما سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار وتخفيض الرواتب وربما الإقلال من دعم الكثير من الخدمات العامة إلا إن كانت قادرة على تنويع مصادر دخلها وإيجاد بدائل في حال انقطع النفط خلال الخمسين عاماً القادمة ، وقد تكون الضريبة حقيقة مفزعة للبعض ولكن في بعض الأحيان لابد أن نواجه الحقائق مهما كان تأثيرها ولكن قبل أن نتقبلها يجب أن ندرك أهميتها ومن هنا يجب على الدولة قبل أن تتجه إلى فرض الضرائب بأي نوع من أنواعها أن تقوم بتوجيه الأفراد والقطاعات إلى أهمية هذا الأمر وتوضح لهم كيف أنه سيعود على الدولة والأفراد بحسنات عديدة أهمها أن يضع القطاع الخاص أمام مسؤولية المشاركة في بناء المجتمع الاقتصادي وأن يشعر المواطن بأهمية ما تقدمه الدولة فيتوقف عن استنزاف الثروة بل سيجبر النواب على التوقف عن المزايدات والمطالبات غير المنطقية التي قد تصل يوماً إلى المطالبة بتوزيع الثروة على الشعب وغض النظر عن الادخار للأجيال القادمة وتحويل المواطنين من عاملين ومستهلكين إلى مستهلكين فقط، كما سيصبح من حق المواطنين حينها مساءلة الحكومة في حال تقاعسها عن تقديم خدمات من المستوى الرفيع للمواطن الذي التزم بأداء الضريبة ولن يكون بإمكانها التذمر من طلبات المواطنين كما هو الحال الآن ، نعم نعتقد أنه آن الأوان للدولة أن تتجه إلى النظام الضريبي ولكن نؤكد على أهمية أن تتم دراسته بشكل جيد وأن يتم تقييم نجاحه بمقارنته بدول ذات نظام سياسي واقتصادي مشابه للكويت حتى لا يأتي هذا المشروع بنتائج عكسية وحتى لا يكون للمزايدين والمتمردين الحجج في وقفه خاصة إذا نجحت الدولة في تحديد نوع الضرائب المناسب وتجنبت أي أسباب قد تؤدي بالبعض إلى التهرب الضريبي ، ونحن متفائلون أن نجاح الدولة في إدخال هذا النظام سيعود علينا بفائدة كبيرة تعيد للكويت مكانتها السابقة وربما يساهم في دعمها للوصول إلى مستوى الدول المتقدمة. حفظ الله الكويت وأهلها من كل مكروه. | |
|