أعلن البابا شنودة الثالث بطريرك الأقباط الأرثوذكس في مصر عن عزمه عقد مؤتمر صحفي عبر "الفيديو كونفرانس" لتوضيح أسباب فشل المفاوضات بين مسئولي دير "أبو فانا" ومحافظ المنيا اللواء أحمد ضياء الدين، لتسوية الخلاف الذي تفجر بسبب الصراع على قطعة أرض بين رهبان الدير والأعراب.
يأتي ذلك في الوقت الذي نفت فيه مصادر كنسية رفيعة ما تردد في القاهرة بشأن التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن النزاع على ملكية الأرض المحيطة بالدير، بعد أن ذكرت وكالة "أنباء الشرق الأوسط" الرسمية أمس عن التوصل لاتفاق نهائي ينهي أزمة دير أبو فانا، بمباركة البابا شنودة وموافقة الأعراب، بعدما تنازلت الكنيسة عن الجزء الأخير من الأرض موضع الخلاف.
وقال العضو في المجلس القومي لحقوق الإنسان منير فخري عبد النور، وهو أحد أعضاء لجنة تقصي الحقائق بشأن أحداث الدير في وقت سابق: " لم نشارك في ذلك الاتفاق، كانت مهمتنا الذهاب إلى الدير وقمنا بعمل تقرير تضمن بعض التوصيات، وقد نشرت هذه التوصيات، لكن لا علاقة لنا بهذا الاتفاق ولم نعلم شيئاً عنه".
وأشارت مصادر مطلعة لـ "المصريون" إلى أن الأمور تدهورت بشكل حاد مع التهديد بتدويل القضية، مشيرة إلى قيام مجموعة من الأقباط المقيمين بالولايات المتحدة بإعداد مذكرة شاملة لتقديمها إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لـ "إنقاذ الرهبان" مما دعوه بـ "محاولة اغتيالهم".
وعلمت "المصريون" أن رهبان الدير يستعدون للصوم الانقطاعي لثلاث أيام متواصلة، على أن يقوموا بعدها بالإضراب عن الطعام، حيث قال أحدهم "ما نشاهده من تعنت محافظ المنيا لم يراه المسيحيون في عصر مبارك"، وأضاف "لقد فاض بنا الكيل ويبدو أن أجهزة الدولة تقف ضدنا".
في سياق متصل، أعلن علاء حسنين عضو مجلس الشعب عن دائرة دير مواس بالمنيا، أنه سيقوم بزيارة إلى دير أبو فانا الثلاثاء القادم، وذلك على رأس لجنة كبيرة لوضع الحدود بين أراضي الدير، وأراضي الأعراب، وذلك في إطار محاولاته لإنهاء الأزمة.
وقال حسنين الذي أجرى مباحثات مع البابا شنودة الثالث بالولايات المتحدة حيث يخضع لتأهيل طبي, إن الدير سيتقدم خلال 10 أيام بالأوراق الخاصة بالدير لتقنين أراضيه تمهيدا لبناء سور حول الدير لإنهاء الأزمة.
يأتي هذا في الوقت الذي أعربت فيه مطرانية ملوي عن استيائها من الدور الذي يقوم به حسنين وعيد لبيب رجل الأعمال القبطي القائمين بالمفاوضات وتصريحاتهما المستمرة، وقال القمص بولا أنور وكيل المطرانية إن حسنين ولبيب يعملان بمنأى عن المطرانية.
ونفي إيهاب رمزي محامي الدير ما أعلنه حسنين من أنه سيزور الدير علي رأس لجنة، قائلا إنه لن يكون هناك لجنة، وكذلك نفي قيام الدير بتقديم أوراق لتقنين أراضي الدير خلال 10 أيام.
وقال إن الدير بالفعل تقدم بتلك الأوراق من 15 يوما مضت دون ادني استجابة من المسئولين، لافتا إلى أن الدير لن يتنازل عن شبر واحد من أراضيه قبل أن يتم بناء السور.
من جانبه، صرح لبيب بأن المفاوضات مستمرة لانتهاء الأزمة ولن تتوقف مهما كان الأمر، وقال إنه لولا تراجع المسئولين عن تنفيذ وعودهم ببناء السور عند الوصول لاتفاقات لكانت الأزمة انتهت.
نقلا عن موقعصحيفة المصريون