فعلها منتخب مصر فريق الرجال الأبطال الأشداء ملوك أفريقيا الكبار وحقق لقب البطولة خارج القاهرة بالفوز علي الكاميرون في نهائي العرس الأفريقي الذي شهدته أكرا عاصمة غانا.
أثبت منتخب مصر أنه فرعون أفريقيا بجدارة بعد أن أنهي البطولة دون أي هزيمة حيث حقق خمسة انتصارات وتعادلاً وحيداً في مبارياته الست التي خاضها.
لعب منتخبنا الوطني ملك القارة السمراء مباراة العمر أمام أسود الكاميرون التي أصبحت "قططاً أليفة" أمام نجومنا بعد أن خسروا مرتين أمام الفراعنة 4/2 في الدور الأول وتأكدت في النهائي بالفوز 1/صفر.
ضرب الفراعنة بهذا الفوز عدة إنجازات بهدف النجم أبوتريكة وهي الحصول علي اللقب للمرة السادسة ليبعد بفارق بطولتين عن أقرب منافسيه غانا والكاميرون وتكرار الحصول علي اللقب مرتين متتاليتين.
كما أصبح حسن شحاتة ثاني مدرب وطني يحقق اللقب مرتين متتاليتين بعد مدرب غانا.
عن جدارة
بصراحة استحق الفراعنة اللقب عن جدارة فقد كانوا الأفضل طوال المباراة وحاصروا الكاميرون كثيراً في وسط ملعبها.
وبرغم تأخر هدف الفوز إلا أنه كان هناك حالة من الاطمئنان لهز شباك كاميني بسبب الروح العالية والإصرار علي تحقيق الإنجاز الرائع حتي جاء الفرح بقدم أبوتريكة وبتوقيع زيدان ومعاونة سونج العجوز.
وإذا كان اللاعبين دور بارز في إحراز البطولة فإن الداهية المعلم حسن شحاتة ومعاونيه شوقي غريب المدرب العام وحمادة صدقي المدرب وأحمد سليمان مدرب حراس المرمي لهم الدور الأقوي من خلال التعاون المثمر ووضع الخطة الملائمة لكل مباراة واحكام السيطرة علي فريق متخم بالنجوم وإقناع البديل الجالس علي دكة البدلاء بأن دوره أهم من الذي يلعب في المباراة من خلال الحفاظ علي الاستقرار والهدوء لحين الوصول للهدف المنشود.
شوط الانفرادات
يعتبر الشوط الأول هو شوط الانفرادات والأهداف السهلة الضائعة لمنتخبنا وبالاخص عماد متعب ومحمد أبوتريكة فقد ضاع من هذا الثنائي تحديداً أربعة أهداف مؤكدة.
كانت بداية الفرص الضائعة عندما انفرد عماد متعب بالحارس كاميني لكنه سدد في جسده لترتد لأبوتريكة الذي سددها فوق العارضة.
ثلاث دقائق فقط كانت فاصلة عن الفرصة الجديدة من محمد أبوتريكة الذي تلقي كرة هاني سعيد داخل منطقة الجزاء لكنه سددها بعيداً عن المرمي.
وأما الفرصة الأخيرة والتي انخلعت معها القلوب عندما انفرد متعب تماماً بكاميني من تمريرة أبوتريكة الأكثر من رائعة لكن للأسف سدد متعب في جسد كاميني مرة أخري.
وبعيداً عن الفرص المؤكدة فقد كانت السيطرة في الشوط الأول للمنتخب المصري خلال معظم الفترات وكان الفراعنة الأكثر هجوماً وليس أدل علي ذلك من التسديدات الأربعة للاعبين حسني عبدربه وسيد معوض وعمرو زكي ومحمد أبوتريكة في الدقائق العشر الأولي.
ويستحق الحارس الكاميروني لقب الأفضل في هذا الشوط بعد أن تصدي لكل الهجمات المصرية فيما لم يختبر عصام الحضري.
حرص الأسود علي الالتزام التام بالتأمين الدفاعي حتي لا يتكرر ما حدث في لقاء الدور الأول لذا فقدت الكاميرون الناحية الهجومية فمع خط الدفاع الرباعي للأسود سونج وأتوبا وجيرمي وتشاتو كانت هناك مساندة لهم من بينا ونوكونج وسيتفان ميبا وإبيلي علي حساب الهجوم فتاه إيتو وإمانا في أحضان مدافعينا.
وفعلياً لا توجد هجمة واحدة للكاميرون طوال الشوط نتج عنها خطورة حقيقية وإن كان هناك صمود دفاعي واضح للأسود أمام الهجمات المصرية لينتهي الشوط الأول بالتعادل صفر/صفر.
ضغط الشوط الثاني
يواصل الفراعنة الضغط الهجومي في الشوط الثاني بحثاً عن هدف التقدم ويواجهه تألق كاميني غير العادي بعد أن اكتسب ثقة كبيرة بمرور الوقت.
ووضح من الدقائق الأولي أن منتخب الكاميرون بات يركز اعتماده علي الهجمات المرتدة باستغلال سرعة إيتو في نقل الكرة والاحتفاظ بالتأمين الدفاعي كما هو.
ومع تراجع الأسود للدفاع إزدادت الهجمات المصرية ويسدد عمرو زكي في يد كاميني ثم أتبعه حسني عبدربه بكرة صاروخية انقذها الحارس الكاميروني بصعوبة.
يجري أتوفيستر تغييراً ويسحب إمانا الذي لم يستطع التعامل مع المدافعين الفراعنة ودفع بزميله ممادو أدريسو الذي لم يقدم أي جديد لينطبق المثل القائل "أحمد مثل الحاج أحمد".
بعدها بدقائق أجري المعلم حسن شحاتة تغييره الأول وسحب عماد متعب غير الموفق ليس في هذه المباراة ولكن في كل البطولة ليتأكد أنه ليس مكتوباً له إحراز أهداف في غانا 2008 وشارك بدلاً منه محمد زيدان.
يضيع هدف مصري جديد عندما يحول محمد أبوتريكة كرة عرضية بالمقاس علي رأس حسني عبدربه الذي لعبها بدوره لترتد من القائم الأيمن وكأن الشباك تعانده في معادلة عدد أهداف إيتو خمسة أهداف.
يلعب مبامي بدلاً من إبيالي وهو تغيير لتنشيط هجوم الأسود خاصة بعد أن أعتقد أتوفيستر أن الضغط الهجومي للفراعنة تراجع بعد خروج عماد متعب وهي الخدعة التي شربها المدرب الألماني حيث اندفع لاعبوه في محاولة لإحراز هدف فظهرت الثغرات في دفاعات الكاميرون.
هدف التتويج
ومن هجمة مصرية مرتدة لعب أحمد حسن تمريرة بينية إلي زيدان المتقدم ولكن لحق سونج بالكرة ورفض زيدان التنازل عنها فلم يترك العجوز سونج الذي ارتبك وفقد السيطرة علي الكرة وخطفها الفرعون المصري بإصراره وعزيمته وقدم هدية العمر إلي النجم الكبير جداً محمد أبوتريكة ليسجل أغلي هدف في تاريخه الكروي بتسديدة رائعة عانقت الشباك وبالتأكيد ستكون هذه الغلطة هي نهاية سونج مع منتخب الأسود.
يسحب شحاتة عمرو زكي وينزل بدلاً منه محمد شوقي للسيطرة علي وسط الملعب وزيادة الإحكام الدفاعي بعدما أصبح خط الوسط به ثلاثة لاعبين أحمد حسن وحسني عبدربه ومحمد شوقي.
رفض الحضري أن تنتهي المباراة دون أن يكون له بصمة فيها عندما تصدي ببراعة واقتدار لأخطر فرصة كاميرونية بتصديه لانفراد مبيا.
ينزل إبراهيم سعيد بدلاً من أبوتريكة لإهدار الدقائق الأخيرة المتبقية وزيادة عدد المدافعين ضد الهجمات المتواصلة للكاميرون وفشلت محاولة سونج في التعادل عندما علت الكرة التي لعبها برأسه فوق العارضة وتمر الثواني الأخيرة ثقيلة جداً حتي يطلق كوفي كودجا حكم اللقاء صفارته معلناً حصول الفراعنة علي اللقب الأفريقي السادس.