ياسمينا
عدد الرسائل : 144 رقم العضوية : 7 تاريخ التسجيل : 18/01/2008
بطاقة الشخصية الاسم/: ياسمينا تاريخ الميلاد: 21/4/1985 الدولة: مصر
| | تجار الحروب | |
كانت الحرب ومازالت وسيلة من أعظم وسائل الكسب وذلك بالنسبة للغالب، فالغالب يحتل الأرض وفيها الثروات والكنوز وعليها يعيش البشر الذين يسخرون ويستخدمون في خدمة السيد المنتصر وفي تحقيق مآربه وأعراضه، فما روما في التاريخ لولا الحروب، وما فرنسا وما هولندا التي كانت تستعمر شعوباً يفوق عدد رجالها بمائة مرة؟ وتستغل كنوزاً لا تساوي كنوز أرضها بالنسبة إليها شيئاً يذكر.ولم تنته الحرب العالمية الثانية التي ما قامت إلا تنافساً بين الدول الاستعمارية على استغلال خيرات الشعوب الفقيرة المنهوكة إلا وقد نشأ نوع جديد من أنواع الحروب ولون جديد من ألوان الاستعمار، إنه إشعال الحروب بين الشعوب الفقيرة لاستعمارها واستنفاذ ثرواتها.ولقد عمدت روسيا وأمريكا إلى هذه الحروب القذرة بعد أن تحقق لديهما أن لا طاقة لأحد منهما بمجابهة الآخر فإذا كان لابد من التوسع وجني ثمرات الحروب فلتكن بأيدي الآخرين وهذا ما يحدث الآن: تحريك العملاء من كلا الطرفين للقتال المحسوب والمقدر (وهذا في أوقات الاتفاق والوفاق)، وتربية العملاء وتدجينهم ليكونوا في خدمة المستعمر والدخول بهم في حرب الآخرين (وهذا في أوقات الاختلاف والضغوط) والمهم أن يبقى القتال والحرب إلى الحد الذي لا يجر دول الذرة إلى الدخول في الصراع، فما الذي تستفيده الدول الكبرى من الحروب الآن؟ان الحرب أعظم وسيلة لإتلاف أموال الفقراء ولإنهاك اقتصادهم ولترويج صناعة السلاح التي لا يحسنها الا الدول الفتية القوية وكل هذه مطالب استعمارية جهنمية.ثم إن الحرب هي الوسيلة المثلى لتجريب أنواع الأسلحة بصورة واقعية وذلك لإجراء التحسينات والتعديلات تماماً كما تستخدم وذلك لإجراء التحسينات والتعديلات تماماً كما تستخدم الأطباء أنواع الفيران والحيوانات لتجريب المبيدات وزرع (الميكروبات) وإذا علمنا أن سياسة العصر خالية من الأخلاق علمنا إلى أي حد لا يجد أولئك المستعمرون أي حرج أو مساءلة ضمير في فعل ما يفعلون.
هذه الحروب المفتعلة بتحريك الدول الكبرى لعملائها لا يراد بها إلا الحصول على الغايات الآنفة من بيع السلاح، وإشغال العالم، واستنفاد الثروات والحصول عليها للمستعمر بيد أبنائها وبدماء أهل الأوطان أنفسهم وهذا أخبث أنواع الاستعمار منذ أن وجدت الدنيا.
وأما تلك الحروب التي يشعلها المظلومون لاسترداد حقوقهم فسريعاً ما يستغلها سماسرة الحروب وتجار السلاح فيأتون للمسكين والمظلوم والمضطهد ويظهرون له أنهم معه وأنهم مؤيدون لحقه ويبيعونه السلاح وقد يمدون له في الأجل ويضاعفون عليه الديون والربا إلى أن يقع نهائياً في أحابيلهم واستعمارهم، وهم مع ذلك يساعدون عدوه ويبيعون السلاح له أيضاً ويؤيدونه ثم يكتشف المتحاربون في نهاية المطاف أنهم لم يكسبوا شيئاً وأنهم فقدوا كل شيء، | |
|