ياسمينا
عدد الرسائل : 144 رقم العضوية : 7 تاريخ التسجيل : 18/01/2008
بطاقة الشخصية الاسم/: ياسمينا تاريخ الميلاد: 21/4/1985 الدولة: مصر
| | معزوفة السلم | |
نعلم أن صوتنا نشاز في معزوفة السلم التي باتت تعزفها وسائل الإعلام العربية من المحيط إلى الخليج، هذه الوسائل التي باتت تصور الصلح والسلم مع إسرائيل على أنه المفتاح السحري الذي سينهي جميع مشاكلنا والبلسم الشافي لكل جروحنا وآلامنا.. فهو الذي سيخرج مصر من ضائقتها الاقتصادية، وهو الذي سيوفر نقود النفط التي تذهب "هدراً" في شراء السلاح وهو الذي سيقضي على المشاكل الداخلية، وهو الذي سيبني منا أمة عظيمة تضارع أمريكا واليابان، وهو الذي سيجعل حكوماتنا تنصرف إلى بناء الاقتصاد والمساكن و.. الخ.
وهذا الكلام يشبه تماماً من يقول إن الشمس لا تشرق، ولا يوجد شيء يسمى الليل، والقمر أكذوبة، أو هو كمن يقول إن السم يقوي العضلات ويقتل الجراثيم من الجسم، أو هو كمن يقول: غداً سترى الذئاب والخراف في مكان واحد، وسيمرح الفأر مع القط، وستختفي الحروب من العالم، وسينسى الروس والأمريكان صراع البقاء الذي يمارسونه في الأرض والسماء.
أقول إن الذي يقول لنا ألقوا السلاح واصطلحوا مع اليهود واهتموا بالاعمار تماماً كالذي يريد أن يحول طبائع الأشياء ويبني عالماً من الوهم والخرافة والغباء.
فصراع البقاء فوق هذه الأرض باق ما بقي الإنسان والظلم على سطحها باق أيضاً ما بقي الإنسان وليس هناك وقت ازداد فيه الصراع وفقد الناس كل مقومات العدل والمرحمة كالعالم الذي نعيشه اليوم، فالشعوب اليوم أكثر استعباداً وأقل حرية وأعظم هموماً، والمعارك مشتعلة في كل مكان، فبين الدول الغنية وبين دولنا الفقيرة حرب هدفها استنزاف الموارد وإبقاء الفقير فقيراً، وهو استعمار أشد خبثاً ودهاء من الاستعمار السابق، وبين الشيوعية والرأسمالية صراع، وبين الدول الشيوعية بعضها بعضاً صراع، ونحن في بلادنا العربية الإسلامية تحيط بنا الأطماع من كل جانب، ويطمع في ثرواتنا كل طامع.
وإذا كنا حقاً جادين في بناء حضارة وصناعة أمة، فليس لنا أمام هذه الأطماع إلا أحد أمرين: إما أن نبني بيد ونحمل السلاح للدفاع عن حضارتنا وبنائنا باليد الأخرى، وإما أن نوكل السلاح لغيرنا وندخل تحت مظلة أمريكية أو روسية، وبذلك نعيد عهود الحماية البريطانية والفرنسية، وليس أمامنا غير هذا، فأي طريق سنسلك؟
وأما القول بأننا نستطيع أن نبني ونعمر أرضنا دون حماية من سلاحنا أو سلاح غيرنا، فهو قول غبي ساذج، أو هو قول خبيث لا يريد أصحابه إلا أن يقودونا به إلى الجزار الذي يقطع رقابنا ويمص دماءنا.أموال السلاح لا تذهب هدراً، لأننا بها نحمي أنفسنا في عالم متصارع متقاتل يسعى إلى الحرب أضعاف ما يسعى إلى السلام، واليهود الذين جعلوا السلم والصلح معنا نهاية آمالهم،
وغاية أحلامهم ينفقون أكثر من ثلث ميزانيتهم في شراء السلاح والعتاد، وهم العدو الأول المغروس في جسدنا، وهم أيضاً ليسوا العدو الوحيد والأخير في مسلسل أطماع الطامعين في هذه البقعة من الأرض، وإذا كان يقل كاهلنا شراء السلاح فلماذا لا نبني المصانع ونستثمر أموالنا في هذا السبيل، فالسلاح أهم سلعة في العصر الحاضر وها هي الدول التي كانت بعيدة عن الحرب ومشاكلها من أمثال سويسرا طلقت صناعة الساعات لتصنع الأسلحة وتبيعها، فالصناعة الحربية هي أكبر الصناعات كسباً ورواجاً في الوقت الحاضر فما الذي يمنع حكوماتنا من إقامة صناعة حربية متطورة؟
المهم من كل هذا هو أن نعلم أن الذين يوهموننا بأننا إن تركنا السلاح بنينا حضارتنا مخطئون فلم تقم حضارة في الأرض دون سلاح، أما سلاح أبناء هذه الحضارة، وأما سيوف غيرهم ممن يعيشون تحت مظلتهم ولا أشك أن أي مسلم لا يرضى بأن يعيش في حماية مظلة روسية أو أمريكية ونحن أمة نحمل من مقومات الحضارة ما يجعلنا خير أمة على الأرض: المقومات المادية والمقومات المعنوية والخلقية وهما دعامتا أي حضارة في الأرض، فالموقع الممتاز والخيرات التي لا تحصى والرجال الأكفاء الشجعان وسائر المقومات المادية متوفرة لدينا، وأما المقومات الخلقية فهذا ديننا الناس جميعاً في حاجة إليه في وقت وصل فيه الناس إلى طريق مسدود من الشقاء بالمادة والبحث عن الهدف والغاية والضلال والحيرة، وعندنا الجواب لكل مشاكل العالم المعقدة ولكننا وللأسف في عماية عنه.
ولا نحتاج إلى بناء حضارتنا واسترداد ما ضاع من شرفنا وعزنا ألا بإخلاص أولي الأمر فينا لهذه الأمة وعودة شعوبنا إلى هذا الدين الذي جعلنا على مدى القرون السابقة خير أمة أخرجت للناس.كان أولى بالذين يقولون لنا: ألقوا السلاح ودعوا المعارك أن يأمروا أهل الثراء منا بجلب أموالهم إلى أرضنا وبالتجارة في السلاح بدلاً من التجارة في الفساد واللهو، كما أولى بهم أن يقولوا إن الأموال التي هدرت على موائد القمار في لندن، وعلى بيوت الفساد والدعارة، وعلى مجلة (بلاي بوي) التي أنقذتها أموال النفط، أقول كان أولى بالداعين إلى الصلح مع اليهود أن يضربوا على أيدي هؤلاء السخفاء ويصادروا هذه الأموال التي تهدر في بلاد الغرب لنبني سلاحاً في بلادنا، ولكن يبدو أن الداعين إلى السلم لا يحبون إلا أن تكون أمتنا كذلك..... | |
|