كانت فتاة علي أعتاب المراهقة.. لم تستطع أن تقاوم أحلام البنات في فستان الزفاف والطرحة. فطارت "فاطمة" فرحاً بأول عريس يطرق بابها وهي لم تكمل عامها الرابع عشر.. ولم لا فمعه ستصبح بمفردها ملكة متوجة علي عرش منزل الزوجية الذي اشتراه لها بأمواله التي ادخرها من عمله بالخليج العربي. ولتخرج فاطمة بهذه الزيجة من ضيق جدران بيت العيلة بالمنوفية والذي كاد يخنق أنفاس طفولتها التي عاشتها فيه بين أشقائها وأبناء عمومتها وعماتها..وبمرور أول عام من زواجها رزقت بمولودة جميلة من زوجها الذي يكبرها بثلاثة أضعاف عمرها وما أن تخطي عامه الثاني والأربعين حتي بدأت تشكو ضعف إبصاره إلي حد استغناء صاحب عمله بدوله بالخليج عنه.. لتجد فاطمة نفسها مضطرة للانتقال للعيش في بيت حماتها بعدما باع زوجها شقة الزوجية للانفاق عليهم. لم تستطع فاطمة تحمل العيش في بيت عيلة مع حماتها وأشقاء زوجها الضرير.. فقررت الانفصال عنه.. وقبل إطلاق سراحها بالمعروف وأعطاها كافة حقوقها الشرعية وقررت نفقة شهرية 90 جنيهاً لصغيرته ولم تكد تمضي شهور عدة فاطمة الثلاث حتي قرر والدها تزويجها لأول عريس يطرق بابه من جديد ليتحمل عنه مسئولية الانفاق عليها. ولم يكلف والدها نفسه عناء السوال عن العريس استناداً إلي أنه من أقاربهم حتي ولو كان من بعيد.
وتزوجت فاطمة "العريس القريب" لها الذي ادعي أنه أرمل ويعول طفلاً مطمئنة إلي أنه يمتلك سيارة ومحلاً لبيع المواد الغذائية مما جعلها تطمئن ليسر حالته المادية وقدرته علي الانفاق عليها.. وعاشت فاطمة مع زوجها الثاني في إحدي شقق بيت العيلة الذي ضم حماتها وشقيقات وأشقاء زوجها.. ولم تكد تمضي أشهر قليلة علي زواجها منه حتي أخبرها الجيران بأن زوجها مطلق وليس أرمل وأن زوجته الأولي هربت من قسوته وعنفه إلي حد البلطجة التي كادت تفقدها حياتها..واضطرت فاطمة للفرار بحياتها وحياة طفليها من بلطجة الزوج الثاني لتعود لمنزل والدها بالمنوفية الذي ضاق باستضافتها مع أبنائها الثلاثة فاضطر خالها ووالدها استئجار شقة لها بجوارهم لتسكن فيها مع أبنائها الثلاثة ولحين القصاص لها من زوجها البلطجي وحصولها منه علي نفقة زوجية ونفقة للصغيرين وأجر مسكن..وبالفعل قامت فاطمة برفع دعوي نفقة للحصول علي مستحقاتها من زوجها فقضت لها محكمة الأسرة بالجيزة بمبلغ 270 جنيها علي سبيل نفقة زوجية بواقع 150 جنيها ونفقة لصغيريها منه بواقع 120 جنيها شعرت فاطمة بمرارة في حلقها إثر سماعها بهذه النفقة علي الرغم من أن التحريات عن دخل زوجها أثبتت امتلاكه سيارة ملاكي جيب وأخري تاكسي يعمل عليها ومحلاً لبيع المواد الغذائية وإزاء ذلك قررت فاطمة استئناف حكم النفقة أملاً في أن تقرر لها محكمة الاستئناف مبلغاً يكفيها ويكفي طفليها ويقيها غلاء المعيشة!!