قد يتعرض الانسان لموقف استفزازي.. ينتج عنه ردة فعل غاضبة تقوده لارتكاب جريمة لم يخطط لها.. ليجد نفسه متهمًا بالصدفة.. دفاعًا عن كرامته أو شرفه أو أولاده أو ماله.
وقع مهندس زراعي ضحية خدعة من امرأة قادته فيها شهامته ومروءته إلي الزنزانة.. بينما تنكرت المرأة له وأنكرت معرفتها به لتخرج من القضية مثل "الشعرة من العجين" حيث برأتها المحكمة.
ترجع احداث الواقعة عندما شاهد الملازم أول محمد مجدي ضابط منوب قسم شرطة الجيزة أحد الاشخاص وهو يحمل شنطة بلاستيك بها مأكولات وطلب السماح له بزيارة أحد المحجوزين وادخال المأكولات إليه.
قام ضابط الشرطة بتفتيش شنطة المأكولات تبين وجود علبة سجائر مارلبور وبفحصها وجد بداخلها أكثر من 200 قرص "أبوصليبة" و3 قطع حشيش.
بمواجهته اعترف ان احدي السيدات طلبت منه ادخالها لأحد المحجوزين ويدعي علاء فراج متهم في قضية سرقة بالاكراه مشيرا إلي انها تقف خارج القسم وهي التي قامت بتسليمه علبة السجائر.
سارع الضابط بفتح باب الحجز من الخلف واشار له المتهم ناحية المرأة التي خدعته وتدعي إيمان سيد احمد مؤكدا ان الحماجنة والمأكولات والمخدرات هي التي سلمتها إليه فقام بالقبض عليها واحضر احدي السيدات من القسم وقامت بتفتيشها فلم تعثر علي أية ممنوعات ونفت صلتها بالمتهم الأول أو المضبوطات ورفضت الادلاء ببياناتها.
تم التحفظ علي محمول كان معها وباحالتهما للنيابة وجهت لهما تهمة حيازة مخدرات بقصد الاتجار.
أمام المحكمة طالب محامي المتهم ببراءته ودفع ببطلان القبض والتفتيش وانتفاء القصد الجنائي للمتهم وشيوع الاتهام حيث ان حقائب المحجوزين يتم فحصها في وقت واحد مشيرا إلي أنه مهندس ومتزوج منذ 4 أشهر فقط وانه لا دليل في الدعوي سوي اقوال الضابط ولم يسبق اتهامه بشيء وان شهامته هي التي أدت إلي هذه الجريمة.
أما محامي المتهمة الثانية فأكد ببطلان إجراءات ضبط المتهمة ايمان السيد وانقطاع صلتها بحالة التلبس أو المتهم الأول وانها لم تتقدم بمأكولات داخل القسم فقضت المحكمة ببراءتها ومعاقبة "المهندس محمد محيي" بالمشدد 3 سنوات وغرامة 50 ألف جنيه.
صدر الحكم برئاسة المستشار سمير أبوالمعاطي رئيس محكمة جنايات الجيزة وعضوية المستشارين محمود بدير ومحمود سعيد بأمانة سر نبوي عمرو المدير العام الشئون الجنائية.