هناك العديد من الحوادث التي هزت المشاعر.. وكان لها صدي غاضب في نفوس القراء.. واليوم نستعيد احدي هذه الحوادث المثيرة.. ولقاؤنا في هذه الحلقة مع حادث "سفاح البساتين" الذي خنق "زوجته" ومزق جسد عشيقها.. وتخلص من أولاده الأربعة بأعصاب باردة وقلب ميت.. وصدور حكم العدالة ضد "السفاح" بالاعدام.
ونتذكر معًا احداث واسرار الحادث وملابساته ودوافع المتهم لارتكابه الحادث وما وصل اليه.. لعلنا نتعظ.
وقعت احداث الجريمة البشعة بمنطقة دار السلام التابعة لقسم شرطة البساتين حيث كان العميد ايهاب رشدي نائبا لمأمور القسم آنذاك وتلقي بلاغا باكتشاف مقتل اسرة مكونة من 6 أفراد هم "نجار" و"زوجته" وأولادهما الأربعة.. فأسرع إلي مكان الواقعة مع المقدم عبدالسلام ال((.....))ي رئيس مباحث القسم في ذلك الوقت حيث وجدت جثة المجني عليه بصالة الشقة مصابا بعدة طعنات بالجانب الايسر ووجهه مشوه بمطواه.. و"الزوجة" كانت علي سرير النوم بحجرتها مخنوقة بسلك التليفون وطعنات انتقامية بالصدر.. والاولاد الاربعة في حجرة نومهم قتلي.
وبسؤال شقيق "الزوج" - صاحب الشقة - ووالدته تعرفنا علي جثة الزوج اشرف سيد فاضل "37 سنة" نجار و"زوجته" صبحية محمود ابوالخير "30 سنة" وشهرتها "صباح" وأولادهما "هبة" 14 سنة "سيد" 12 سنة "مصطفي" 8 سنوات "منار" 4 سنوات.
كشف الغموض
بدأت جهود رجال المباحث لكشف غموض مقتل اسرة "النجار" باعتباره القتيل.. ولم يدر بخلد أحد من رجال المباحث أو الجيران ان "الجثة" لصديق الزوج وتضاربت الاقوال حول قيام النجار بقتل أسرته ثم الانتحار.. وبين قيام احد الزائرين من معارف الاسرة بارتكاب الواقعة خاصة مع وجود أكواب عصير علي منضدة بصالة الشقة.
وسارت الجهود واتجاهات البحث بالاتجاه الثاني وجري سؤال الجيران والأقارب عن معارف الاسرة والاصدقاء سعينا للوصول إلي الجاني مرتكب المذبحة البشعة للايقاع به في قبضة العدالة.
وأثناء مناقشة شقيقة الزوج بحضور اللواء فاروق لاشين رئيس مباحث القاهرة آنذاك. فوجيء الجميع برنات علي تليفونها المحمول.. وكانت المفاجأة التي الجمتها ان شقيقها النجار علي الخط يتحدث اليها باكيا علي ما اقترفته يداه.. ثم اغلق الخط.
وتبدأ أحداث ومفاجآت جديدة ومثيرة تنفجر في القضية بعد أن تعرفت الشقيقه علي صوت "شقيقها" مؤكدة انه مازال علي قيد الحياة.. فأعاد رجال المباحث فحص الجثة مرة أخري وتبين لهم انها جثة صديق الزوج وزميله في العمل الحسيني احمد "39 سنة" وأن شقيقته لم تتعرف عليه لتشويه وجهة بالعديد من الجروح والطعنات القطعية العديدة به.
وتكشف التحريات عن وجود علاقة آثمة بين "الزوجة" وصد يق "زوجها" وأن "الزوج" عرف بتلك العلاقة وخيانة "الزوجة" و"الصديق" فتخلص منهما.. لكن بقي سؤال كبير عن سبب قتل أولاده الأربعة.
وقبل ان تنصرف الشقيقة من القسم اتصل بها شقيقها المتهم مرة اخري.. وأخبرها انه موجود في "لوكاندة" بمنطقة الحسين واخبرها عن اسمها وعنوانها طالبا منها الحضور إليه ومعها مبلغ مالي لشراء احتياجاته الضرورية.
الحديث التليفوني
ألتقط رجال المباحث اطراف الحديث التليفوني واسرع رجال المباحث الي مكان المتهم ليتم القاء القبض عليه.. وكان تعجبهم من استسلامه وعدم محاولته الهروب او مقاومتهم ليتم اصطحابه الي القسم ليدلي باعترافات مثيرة عن جريمته ودوافعه لارتكابها ليكشف اسرارها.
يروي النجار تفاصيل جريمته قائلاً: أنه اكتشف خيانة أقرب الناس اليه "زوجته" مع "صديقه" ووجود علاقة غير شرعية ربطت بينهما فقرر الانتقام منهما معًآ.. فدعي "صديقه" لزيارته في منزله واعد "سنجه" و"مطواة" لتنفيذ جريمته.. وبعد د((.....)) افراد اسرته للنوم.. انهال علي صديقه الخائن بعدة طعنات بالسنجة في الجانب الايمن ثم شوه وجهه بجروح وطعنات.
بعدها دخل إلي زوجته وخنقها بسلك التليفون وهي نائمة.. وأنهال عليها بعدة طعنات بالصدر والبطن ليتأكد من موتها.. ثم دخل الي حجرة الأولاد وهم نيام وقام بتكميم افواههم ببلاستر لاصق وقام بذبح ابنه الاصغر "مصطفي" 8 سنوات من خلف الرقبة.. لكن مشهد الدم أثاره وحرك اوتار أبوته.. فقرر ان يبحث عن طريقة أخري لقتل "الثلاثة" الباقين.
لم يستطع خنقهم بيديه.. فملأ "طبق بلاستيك" كبير بالماء وحمل طفلته "منار" 4 سنوات ووضع رأسها بالماء ظنت ان والدها يداعبها.. ولم تدر انه يقودها للموت حتي لفظت أنفاسها الأخيرة.. ثم وبعد تأكده من موتها اعادها مرة أخري إلي سريرها.. وأعاد نفس السيناريو مع ابنه "سيد" البالغ من العمر 12 عامًا اما ابنته الكبري "هبة" 14 عاما فلم يستطع حملها وكانت اخر ضحاياه.. فأحضر دلو الماء إلي حجرتها.. ووضعه بجوار سريرها ثم سحب جسدها ووضع رأسها في الماء حتي ماتت بين يديه.. وبعد انهاء مهمته البشعة جلس يدخن سيجارة حتي ظهر نور الصباح.. فغير ملابسه الملوثة بالدماء وخرج هائما علي وجهه ليستقر به المطاف في لوكاندة مجاورة لحي الحسين العريق.. حتي تم القبض عليه.
وعن الاسرار التي كشفتها اعترافات المتهم انه كان له أب مزواج.. حتي ان "المتهم" لا يعرف جميع اخواته.. وتعرف علي بعضهم منذ وقت قريب.. ومضي بعض سنوات طفولته في إصلاحية حيث تعرف علي احد الاصدقاء الذي حذره من علاقته باصدقائه واخبره بانه سيتعرض لكارثة في شبابه بسبب صديق له.. وقد صدقت نبوءته وان المتهم ظل محتفظا بكلمات صديق الطفولة ومؤمنا بها حتي أنه دق وشمًا علي جسده بمقولة "رب أكفني شر أصدقائي.. أما أعدائي فأنا كفيل بهم".
أما عن سر قيام النجار بقتل أولاده.. فقال أنه لم يشك في نسب أولاده له.. بل كان يحبهم بجنون.. لكنه رفض أن يتركهم في الحياة لمواجهة الناس بعد اكتشاف خيانة والدتهم ود((.....)) والدهم السجن بعد قتلها مع عشيقها.. وأراد أن يرحمهم من المعاناة التي سيجدونها في حياتهم في مدارسهم ووسط جيرانهم وأسرهم لذلك قرر قتلهم لحمايتهم من العار الذي سيلاحقهم في كل مكان.
وباحالة المتهم الي النيابة وبعد تحقيقات مطولة تداولت قضية "سفاح البساتين" بمحكمة جنوب القاهرة التي أصدرت حكمها باعدامه شنقًا.